أنواع الكلام:
الكلام: {ھو اللفظ المفید فائدة تامّة یحسن السكوت علیھا}.
وھو نوعان: كلام خبري وكلام إنشائي.
الكلام الخبري:
الخبر یساق لتحقیق أحد غرضین:
1) الغرض
الأوّلي: وھو قصد
الإخبار والإعلام. وھذا ھو الغرض الأصلي من إلقاء الخبر. وھو على ضربین:
أ- فائدة الخبر:
وھو یحصل من الخبر الملقى لإفادة المخاطب الحكم الذي تضمنتھ الجملة. وھذا یشمل
جمیع الأخبارالتي یراد منھ ا تعریف المخاطب بمضمونھا، كالأخبار المتصلة بالحقائق
العلمیة، أو التاریخیة،ونحوھما.
ب- لازم الفائدة:
وھو یحصل من الخبر الملقى لإفادة المخاطب العالم بالحكم، أن المتكلم عالم
بھ أیضا.ً كقولك لم نحفظ القرآن: {حفظت القرآن}.
2) الأغراض
البلاغیة للخبر:
وھو قصد معنى من المعاني - غیر الإخبار والإعلام - التي تفھم من سیاق الكلام،
وقرائن الأحوال.
وھي كثیرة أھمھا:
أ- التحسّر:
كقولھ تعالى على لسان أم مریم: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُھا أنثى}.
ب- الفخر:
نحو قول الشاعر:
ترى الناس ما سِرنا یسیرون خلفنا وإن نحن أومأنا إلى الناس وَقَّفُوا
ج- الاسترحام والخشوع:
نحو قول الشاعر:
إلھي عبدك العاصي قد أتاكا مُقرّاً بالذنوب وقد دعاكا
د- المدح:
كقول عبداللّھ بن رواحة یمدح النبي
صلى االله علیھ وسلم:
تحملُھ الناقةُ الأدماءُ معتجراً بالبُردِ كالبدر جلّى نورُهُ الظُّلما
ھـ- التحضیض والاستنھاض:
نحو قول الشاعر:
العلمُ یرفعُ بیتاً لا عِمَاد لھُ والجھلُ یھدمُ بیتَ العزِّ والكرمِ
و- التوبیخ:
نحو قول الشاعر: فشرّ العالمین ذوو خمولٍ إذا فاخرتَھم ذكروا الجدودا
أضرب الخبر:إنّ لكلّ كلمة في البلاغة حسابا،ً فینبغي على المتكلم أن یراعي
حال السامع في خطابھ
معھ، فیصوغ كلامھ على قدر حاجتھ، ومن ھذا المنطلق تنوع الخبر - بحسب أسالیب
إلقائھ - إلى ثلاثة أضرب
1. الخبر الابتدائي: وھو الخبر الذي من حقّھ
أن یلقى لمخاطب، خالي الذھن من مضمونھ. مثل:
ألقى المدیر كلمة في
حفل التخرج.
و حكم ھذا الضرب أن یكون
خالیاً من مؤكدات الحكم. وذلك لأن خلو الذھن من شيء، یستوجب استقراره فیھ،
عند عروضھ علیھ، من دون حاجة إلى مؤكد.
قال الشاعر:
أتاني ھواھا قبل أن
أعرف الھوى فصادف قلباً خالیاً فتمكّنا
2. الخبر الطلبي: وھو الخبر الذي من حقّھ
أن یلقى لمخاطب متردد، وشاكّ في مدلولھ، طالب للوصول إلى معرفتھ، والوقوف على حقیقتھ.
ومنھ قولھ تعالى: {إِنَّھا بَقَرَةٌ صَفْراءُ فَاقِعٌ لَونُھا تَسُرالنّاظِرینَ}.
و حكم ھذا الضرب، أنھ یستحسن
توكیده بمؤكد، لیتمكن الحكم من نفس المخاطب، ویقطع بھ تردّده وشكّھ.
3. الخبر الإنكاري: وھو الخبر الذي یلقى
لمخاطب منكر لمدلولھ، معتقد بخلافھ. وحكمھ أنھ یجب توكیده، بحسب درجة الإنكار، قوّة
وضعفا.ً ویظھر ذلك بالتأمّل في قولھ تعالى:
{ وَاضْرِبْ
لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ
أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا
إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا
وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15)
قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ
(16) }.
فإنھ لمبالغة المخاطبین في الإنكار في المرّة
الثانیة أكد بمؤكدین - إنّ واللام - بینما في المرّة
الاُولى اكتفى بمؤكّد واحد ( إن).
أدوات
التأكید:
أدوات التأكید ھي:
كثیرة منھا : إنّ - أنّ
– لام التوكید – القسم – نون ا التوكید- أداتا الحصر( إلا- إنما) – ربّ – قد – أما للتفصیل )-
ضمیر الفصل – لقد – حروف الجر الزائدة – النفي والاستثناء – ألا (للتنبیھ)
أمثلة -:
1/ إن المكسورة،
كقولھ تعالى: {إنّ اللّھ غفور رحیم}.
2/ لام
الابتداء، كقولھ تعالى: {وإنك لعلى خلق عظیم}.
3/ القسم بأحرفھ (الواو، والباء، والتاء)، نحو قولھ تعالى في قسمھ بالدھر والزمان:{والعصر
* إنّ الإنسان لفي خسر}، وقولھ عزّ وجل:ّ {تاللّھ إن كدت لتردین}، ونحو: باالله
العظیم لن أشربَ الخمر في حیاتي.
4/ قد، نحو قولھ تعالى: {قَدْ أفلح من تزكّى}.
5/ ضمیر الفصل، كقولھ تعالى: {إن ھذا
لھو القصص الحق}.
6/ ألاَ التنبیھیة، كقولھ تعالى: {ألا إن حزب اللّھ ھم الغالبون}.
7/ نونا التوكید
(الخفیفة والثقیلة)، وقد اجتمعتا في قولھ
تعالى على لسان زوجة عزیز مصر:{ ولئن لم يفعل ما آمره
ليسجنن وليكونَن من الصاغرين
8/ الحروف الزائدة، (إن،ْ أن،ْ ما، لا،
مِن، الباء).
9/ ( إنما) كقولھ تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة).
10/ ( أمّا ) كقولھ تعالى: (
فأما الیتیم فلا تقھر وأما السائل فلا تنھر).
11/ النفي
والاستثناء كقولھ تعالى : ( وما محمد إلا رسول قد خلت
من قبلھ الرسل).
12/ (ربّ) : رب أخ لك لم تلده أمك.
13/ ( لقد)
لقد تفوق محمد
.
14/ حرف الجر الزائد : في قولھ تعالى : ( ألیس
االله بأحكم الحاكمین ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق