متعة الحياة ... أن تعمل عملاً لم يسبقك عليه أحد ولم يتوقعه الآخرون

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

المراهقة واسرارها

مؤمنة جداّ بأن Adolescence is one of the most difficult stages of our lives
لذا سأحاول ان اقدم  في مدونتي عن هذه المرحلة الهامة
وأبدأ بمقالة تحتوي على معلومات كثيرة اتمنى تكون عونا لنا في التعامل مع المراهقات وعونا للمراهقات على اكتشاف هذه المرحلة
المقالة بعنوان


المراهقة.. وأسرارها









البعض ينظر إلى المراهقة كمرحلة مخيفة لما يحدث فيها من تغيرات جسدية ونفسية وسلوكية، والبعض الآخر ينظر إليها بمنظار التفاؤل والأمل المتجدد.. فكيف نكتشف أسرار المراهقة؟ وكيف نغوص في أعماق المراهقين؟ كيف نحقق الأمان النفسي؟ وكيف نحول تلك الطاقات المتوقدة في أعماق النفس، إلى إبداع وانطلاق نحو الآفاق الجميلة؟




المراهقة مرحلة من مراحل الترقي النفسي والعاطفي والجسدي المستمر نحو الكمال والرشد، وهي مرحلة تتسم بالتغير الداخلي في مظاهر النمو النفسي والفسيولوجي والعقلي والاجتماعي. كما تتسم بوجود صراعات نفسية داخلية وخارجية مما قد يجعل هذه المرحلة مرحلة مخيفة إذا لم نعرف كيف نتعامل معها.



* المراهقة والبلوغ



*  هناك فرقا بين المراهقة والبلوغ، فالبلوغ يعني قدرة الإنسان على الإنجاب وذلك باكتمال الوظائف الجسدية والجنسية لديه. ولا يعني النضج الجسدي بالضرورة النضج النفسي والعقلي والانفعالي، ولذلك، فإن عدم التوافق بين النضج الجسدي والنضج الانفعالي والنفسي قد يضع المراهقة والأسرة في حرج وسلوكيات قد يفهم منها الانحراف.



* وللمراهقة ثلاث مراحل:



- المرحلة الأولى: (11 - 14) عاما، وتتميز بالتغيرات الحيوية السريعة.



- المرحلة الثانية: (14 - 18) عاما، ويكتمل فيها التغيير الحيوي.



- المرحلة الثالثة: (18 - 21) عاما، ويظهر فيها الشباب أكثر نضجا واستقرارا.



* الخلاف بين المراهق والأسرة



* يسعى المراهق بحكم النمو الفسيولوجي والنفسي إلى الخروج من دوائر السيطرة وإظهار مفهوم القدرة، وهذا أمر طبيعي يجب أن يدركه الوالدان والأسرة، ويسمحوا لهذا الشعور بالخروج من مخرج مناسب، ولكن دون إفراط أو تفريط حتى لا يخلقا التوتر النفسي للمراهق وتضخيم تلك الأحاسيس ومحاولة إثبات صحتها. وهنا تظهر بعض المشاعر:



* خوف الأسرة والوالدين على المراهق.



* الخوف الزائد من أصدقاء السوء.



* المبالغة في النصح بطريقة الأمر والنهي.



* اعتبار المراهق قليل الخبرة ومتهورا ومثار النقد في ما يعمله.



* اتهامه بالتمرد ورفض النصح.



* أنه منفصل عن الأسرة ويعيش في عالمه الخاص.



* الاستغلال السيئ للإمكانات المتاحة له كالجوال والإنترنت.. ألخ.



* مشكلات المراهقة



* التحولات الهرمونية والجسدية لها تأثير على نفسية المراهق بين الاستغراب والانفعال وردات الفعل، خصوصا لدى الإناث عند ظهور الدورة الشهرية وما يصاحبها من خوف وانزعاج إذا لم تكن تلك الفتاة مهيأة لتقبل هذا التغيير.



أما مشكلات المراهقة فتختلف بطبيعتها من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى مجتمع؛ فالبيئة الاجتماعية والحضارية والقيم المستقاة من محيط المدرسة والأسرة والمجتمع تشكل مفهوم المراهقة لدى المراهق وتصبح سلوكياته وشخصيته.



وجود برامج تربوية ورياضية وترفيهية وثقافية تناسب احتياج المراهق وتتسم بالمرونة في ظل ثقافة واعية للأسرة متوافقة ومتكيفة مع هذه المرحلة تطور إمكاناته نحو النضج والرشد.



إن عدم فهم هذه المرحلة أو محاولة ممارسة الضغوط فيها من خلال تطبيق قوانين صارمة قد تؤدي إلى نشوء أزمات تنعكس سلبا على النضج الانفعالي للمراهق وإلى ظهور التمرد والعدوانية ومحاولة إثبات الذات من خلال الإخلال بتلك النظم وتكسيرها والانقلاب عليها.



وكذلك، فإن إعطاء المراهق كل وسائل الحرية المطلقة دون ضوابط ودون إشراف ومشاركة قد يخلق عند المراهق  المشاعر السلبية على حساب المثل والقيم


إن للمراهقة أنماطا مختلفة، فهناك المراهقة السوية والخالية من المشكلات، والمراهقة العدوانية التمردية، والمراهقة الانعزالية والانغلاقية.



* وأهم مشكلات المراهقة، هي:



* الصراع النفسي الداخلي: صراع بين احتياجات الطفولة ومتطلبات مرحلة الرجولة أو الأنوثة، وبين الاستقلال والاعتماد على النفس، وبين الطموحات أو التهاون في أداء الواجبات، .



* التمرد وإثبات الذات: وهي الانفلات من الرغبات والمواقف المفروضة من الوالدين، وتأكيد الذات والوجود، ولذلك ينشأ التمرد والمعارضة والمخالفة والعناد وربما أحيانا العدوانية.



* السلوكيات المزعجة: وهي محاولة لتحقيق مقاصد ذاتية على حساب المقاصد العامة كالعناد والصراخ والسب والسرقة والمجادلة والخروج المخل من المنزل أو الهروب من المدرسة.



* الانزواء أو العزلة: قد يكون ذلك مؤشرا على عدم قدرة المراهق على إثبات ذاته وتحقيق الاستقلال فيلجأ إلى العزلة وتحقيق الذات من خلال أحلام اليقظة والتصرفات المعزولة.



* اللجوء إلى الألعاب والروايات والأفلام: تترك جميعها أثرا مباشرا على المراهق في محاولة التقليد والمحاكاة وتلوث فكره بفكر دخيل جديد يجعله في حيرة بين ما يعيشه وما يتعلمه.




وأخيرا، إن النجاح في إعداد المراهقين يعني النجاح في إعداد أمة واعية، وصدق القائل: «عليكم بالأحداث فإنهم أسرع إلى الخير».


انتهى الجزء الاول

المصدر:

الدكتور محمد عبد الله شاووش استشاري الطب النفسي ونائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي./الشرق الاوسط







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق